هل يعود تحالف جعجع – الحريري – جنبلاط؟
بأقل من ساعة واحدة، أطلق كل من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مواقف واضحة تتعلق باستدعاء مخابرات الجيش لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، للاستماع إليه كشاهد في أحداث الطيونة، الأربعاء المقبل. وقد تمّ التبليغ لصقاً على باب معراب بعدما تعذر تسليمه إياه شخصياً.
إن مواقف الحريري وجنبلاط الداعمة لجعجع أعادت الحديث عن احتمال عودة التحالف بين الثلاثي (تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية)، خصوصاً بعد اتّهامه بالوقوف وراء مقتل الضحايا الذين سقطوا في كمين الطيونة.
مصادر سياسية مطلعة على أجواء بيت الوسط والمختارة، أشارت إلى أنّ موقف الحريري هو موقف مدافع عن جعجع، بمعنى أنّه يرد على الاستدعاء ولا سيّما على طلب مثول جعجع أمام المخابرات العسكرية، وهذا موقف له طابع سياسي واضح، عكس ما قال البعض أنّ موقف الحريري رماديًا”.
ولفتت إلى أنّ “موقف الحريري لا يلتقي مع المناخ التصعيدي في البلاد، وبالتالي هو يدافع عن جعجع ضدّ هذه الانتقائية القضائية، لكنّه في الوقت نفسه يبقي على خطاب معتدل يحمي البلاد من الغرق في دوامة نزاع أهلي طائفي مذهبي، وعليه يمكن تفسير رد الحريري بإطارين، الأوّل هو الدفاع عن جعجع في المسألة المتعلقة باستدعائه للشهادة، والثاني أنه يدعو إلى الخروج من حلقة التصعيد والتهديد”
وأكّدت الأوساط نفسها، أنّ مواقف جنبلاط والحريري أتت في التوقيت نفسه من باب الصدفة فقط، والسبب أنّ طلب الاستدعاء حصل بالأمس وقد يكون الرجلان إحتاجا لبعض الوقت قبل إعلان موقفهما، مشيرة إلى أنّ اتفاقًا لم يحصل بين جنبلاط والحريري حول ملف سمير جعجع، وكلّ منهما لديه حساباته السياسية الخاصة، مستعدّة عودة التحالف الثلاثي بين القوات والمستقبل والاشتراكي خصوصاً أنّنا عشية حصول الانتخابات النيابية العامة والأحزاب الكبرى جميعها تتصرف وفق قاعدة “اللهم نفسي”.